|
الصفحة الرئيسية
>
حــديث
عَنِ النّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنهُ قَالَ: إنّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إنّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلاَماً كَانَ لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكُلّ وَلَدِكَ نَحَلْتَهُ مِثْلَ هَذَا؟" فَقَالَ: لاَ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَارْجِعْهُ" أخرجه مسلم.
يعمد بعض الناس إلى تخصيص بعض أولادهم بهبات وأعطيات دون الآخرين ، وهذا على الراجح عمل محرم إذا لم يكن له مسوغ شرعي ، كأن تقوم حاجة بأحد الأولاد لم تقم بالآخرين ، كمرض أو دين عليه أو مكافأة له على حفظه للقرآن مثلا، أو أنه لا يجد عملا ، أو صاحب أسره كبيرة ، أو طالب علم متفرغ ونحو ذلك ، وعلى الوالد أن ينوي إذا أعطى أحدا من أولاده لسبب شرعي أنه لو قام بولد آخر مثل حاجة الذي أعطاه أنه سيعطيه كما أعطى الأول . والدليل العام قوله تعالى: ( اعدلوا هو الأقرب للتقوى واتقوا الله ). والدليل الخاص حديث النعمان بن البشير المتقدم.
ويعطي الذكر مثل حظ الأنثيين كالميراث وهذا قول الإمام أحمد رحمه الله.
والناظر في أحوال بعض الأسر يجد من الآباء من لا يخاف الله في تفضيل بعض أولاده بأعطيات ، فيوغر صدوره بعضهم على بعض ، ويزرع بينهم العداوة والبغضاء . وقد يعطي واحدا لأنه يشبه أعمامه ، ويحرم الآخر لأن فيه شبها من أخواله ، أو يعطي أولاد إحدى زوجتيه ما لا يعطي أولاد الأخرى، وربما أدخل أولاد إحداهما مدارس خاصة دون أولاد الأخرى ، وهذا سيرتد عليه، فإن المحروم في كثير من الأحيان لا يبر بأبيه مستقبلا.
المزيد |